مذكرتي مع ايناس /الجزء الأول

السلام عليكم
أتمنى أن تكونوا في تمام الصحة و العافية
اليوم يا إخوتي موضوعي جديد ..ليس جديدا كثيرا و لكن كخطة إشهارية أقول جديد ..لأنه في الحقيقة عبارة عن مذكرة ..والمذكرات لا تكون جديدة أبدا كما تعلمون ..لكن لا بأس لن أطيل عليكم و سأحكي لكم الحكاية مباشرة ..
المهم ..في يوم من أيام الجامعة كنت جالسا في مقعد بالساحة العامة المفابلة لمعهدنا ..كانت الساحة مكتظة بالطلبة و الطالبات القادمين من مختلف الأنحاء،لأن معهد اللغات مشهور بالنادي الكبير المقابل للساحة وفيه مناظر طبيعية جميلة و أيضا فوضى الجامعة التي يعشقها الطلاب كثيرا ..من ضحك و لعب و أصحاب و جماعات و عصابات وغيرها ..يعني يمكنكم تخيل المنظر ..ولكنني كنت أفضل أن أجلس في مكان بعيد قليلا مع صديقي ياسين تحت شجرة كبيرة نسميها في معهدنا بعتيقة لأنها كبيرة و قديمة و أيضا لأن أحدهم نقش عليها اسم عتيقة بخط كبير ..واضحة جدا في وسط الجذع كلمة عتيقة ..لا ندري هل سميت بهذا الإسم قبل نقشه أو بعده ..ولكن المهم أننا نطلق عليها هذه التسمية ..ولكن في الشتاء يهرب الطلبة من الظل و يتجمعون في مناطق مشمسة ..فأنتهز الفرصة مع صديقي ياسين و نتخذها مكانا استراتيجيا ..وأغلب الوقت الذي نمضيه هناك هو في فترة الغداء ..لأن أغلب حصصنا في منتصف النهار فلا نستطيع الذهاب للأكل في المطاعم ولا البيوت بالنسبة للمقيمين خارج الحرم الجامعي ..فتجد الطلبة كلهم يتناولون الوجبات الخفيفة و السندويشات التي يعدها النادي في معهدنا ..
على كل حال ..قررنا هذه المرة أنا و صديقي ياسين أن نتجادل في موضوع ما كالعادة ..طرح قضية يومها لا أذكرها كثيرا و بدأنا نلقي آراءنا حولها ..وفي وسط الجدال و في خضم حديثنا جاءت أستاذة الإنشاء في معهدنا الأستاذة إيناس ..وهي أستاذة متعاقدة عندنا ..أقبلت إلينا مبتسمة كعادتها ..و عرفنا من بعيد أنها تقصدنا مباشرة في مشيتها ..لأنها كانت تنظر إلينا بطريقة ساخرة و تومئ بيدها بحركات لم نفهمها ...
المهم ..انتظرنا وصولها على أحر من الجمر ..قطعنا حديثنا و بادلناها الإبتسامة من بعيد وهي في طريقها لنا ..ثم سألني ياسين : هل هي قادمة إلينا ؟؟ ..فأجبته : ربما ..ولكن هل من عادتها التحدث معك خارج القسم ؟ ..لم يجبني فقد كانت قد وصلت الأستاذة إيناس إلينا ..فقمنا من مكاننا احتراما لها ..ولكنها سلمت علينا و جلست مباشرة ..طبعا سلمت علينا باللغة الإنجليزية ..و بدأت تتحدث بها مباشرة ..واي يو دونت تاك أ سيت ؟؟؟ يعني ..لماذا لا تجلسان ؟؟ فرددنا التحية و ابتسامة بلهاء تعلو محيانا ..مع استغراب كبير ..ثم أجبتها لأنني كنت واثقا أن ياسين لن يجيبها فهو دائما يتراجع عن قراراته خاصة إذا كان في موقف حرج ..فهو خجول جدا ..فقلت لها ..هيلاو ميس ..يو آر ويلكم ..ثم دفعت بصديقي ياسين ليجلس من جانبها ..

يتبع ....