كتب مصطفى بونيف
أخي وشقيقي ...صابر توفيق الحكيم .....
عندما تفتحت عيناك يوم 10/10/1988.....أي بعد عشر سنوات من صرختي الأولى في الحياة شعرت بأن الله أهداني هدية عيد ميلادي العاشر ...هدية مميزة ...أغلى من كل اللعب التي كان يقتنيها لي أبي من الخارج ...
كنت أحوم حول سريرك الخشبي ...أستنطقك ....وكنت في رضاعتك كثير التبسم ...على الرغم من مولدك في فصل الخريف ...فكنت عجيبا وجميلا ...ولا زلت عجيبا وجميلا !
قد تعلق بذكرياتك بعض الشقاوة ..لكنك كنت على الرغم من شقاوتك قمرا فضيا ...يحبه الجميع ، وينتظرون بفارغ الصبر ضحكتك المميزة ، والتي تجعل عينيك تغوران وتصغران كلؤلؤتين ....
كبرت ...وكبرت ضحكتك ....وكبرت عيناك ....واصبحت أراك يا شقيقي شابا يافعا ، مليئ بالنشاط والحيوية ومليئ بالخير !
هل تتذكر سنة البكالوريا ؟
عندما عينت نفسي في ثانوية الشيخ بوعمامة حيث كنت تتابع دروسك ...
كان أكثر شيئ أخشاه أن يكون وجهي نحسا عليك ....فلا تنجح ....ولكن ثقتي في ذكائك كانت أكبر من ثقتي في نحسي ....هههههههههههههههههههههههه
فتشتهي الأقدار أن أزف إليك خبر نجاحك ...ساعتها شعرت بأنني حللت ولو لدقائق مكان أبي . شعرت بأني أبي !
فرحت كثيرا ....ودفعت ثمن ساعة كاملة لجميع الذين كانوا في قاعة الأنترنت ....يومها دفعت 500 دينار ...وعدت إلى البيت لأطلب منك البشارة وكانت بطاقة شحن موبايل 500 دينارا ....
كانت سنة جميلة ...أتذكر أيامها يوما يوما ....وأتذكر كيف كان قلبي يتنطط فرحا وأنا أراك تمشي بين زملائك مزهوا وسعيدا .
فأحببت كل من أحبك ....
فرحت بنجاحاتك ..وبحروفك وكلماتك ....فرحت بالجوائز الأدبية الجميلة التي كنت تحصدها .
لطالما فكرت أن أمسكك من يدك وأقول للجميع هذا أخي وشقيقي ....ولكني أخاف علينا من العين !
ألم يأمر سيدنا يعقوب عليه السلام أن يدخل أبناءه عليه من ابواب متفرقة حتى لا يؤذيهم الحسد ؟؟؟
أخي وشقيقي صابر توفيق الحكيم :
تسعدني الأخبار والصور وأنا أراك تخطب في الألوف من طلبة جامعة البليدة ، وتقف لتقدم نفسك وتقدم أصدقاءك ...
وكم فرحت بالكلام الذي قاله لي طلابي عن طالب وقف على المنصة ..ليقول قدمني أخوك مصطفى ، وها أنت ذا اليوم تقدمني !
كيف كان وقع الحدث عليك ؟؟؟
السعادة والفخر اللذان انتباك ساعتها ...هما عشرة أضعاف عندي ....
أراك يا أخي تتألق كل يوم ....وأسأل الله في صلاتي وخلوتي ....أن لا تسقط في حفرة سقطت فيها ...وأن ترى أياما أجمل من الأيام التي رأيتها ...وأن يفتح الله كل باب أقفل في وجهي . أمام وجهك الذي يشع أملا وطيبة .
أخي وشقيقي الحبيب :
معروف أنا بحبي لطلابي ....
أحبهم وأحبهم وأحبهم ...لأنهم جنود سخرهم الله لي ....
ألم يكن سيدنا علي كرم الله وجهه جنديا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرق السن بينهما 30 عاما .؟؟؟
ألم تكن أمنا عائشة رضي الله عنها زوجة وصديقة للنبي تلاعبه وتسابقه وتغلبه ويغلبها وفرق السن بينهما يربو عن الخمسين عاما ؟
أليس لنا في رسول الله قدوة وأسوة حسنة ؟؟؟
أم أن الله خلق محمدا بخصوصياته ...ألم يقل تعالى بأن محمد ا بشر مثلنا ؟؟؟ ، ألم يقل محمد لسفراء الروم الذين ارتعدوا من رهبته " أنا محمد ، ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة " .
وأنا فخور بأنك أخي ...الذي تفرق بيني وبينه 9 أيام فقط ....فنحن ولدنا في نفس الشهر ، ونفس العقد !هههههههههههههههههههه.
وفخور بطلابي الذين يقفون جيشا حصينا ضد كل من يكيد لي .
أخي الحبيب الحبيب الحبيب :
كم سعدت بموقعك هذا ...موقع جميل ورائع ، استطعت أن تبني فيه مجتمعا راقيا يضم خيرة وصفوة من الناس ، لهم في قلبي مكانة غالية وعالية .
أسعدتني روحك الطيبة الاجتماعية ، ونزوعك إلى الحركة والنشاط ....فأنا وأنت ورثنا أجمل ما يمكن أن يرث الابن عن أبيه وهو الروح الإيجابية ...فكنت إيجابيا وخلاقا ومبدعا .
وترددي في دخول موقعك هذا مرده أنني أحب لك أن تكسر كل جدران الروتين ....وأن تحطم كل التماثيل ....وأن تكتب وتبني مجتمعا رائعا تختص به ويختص بك . تكون فيه أنت الشمس والبقية كواكب .
حبيبي وشقيقي الجميل :
لقد وجدت نفسي وأنا أتذكر لحظات تبشيرك بالبكالوريا ...أن اكتب لك هاته الرسالة ....لا أدري لماذا جاء في خاطري أن أكتب عن تلك اللحظة الجميلة والتي لازالت تتردد في أذني ، فأحببت من خلالك أن أتوجه بكلمة تشجيع إلى كل من ينتظر نتائج البكالوريا ...الزهرة البرية ، وعائشة ...وإيمان ...
وسأخص موقعك الجميل بما أكتبه حصريا ...وسأنشر فيه ما لا أنشره في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب .
فقط أنت لا تنساني وأنت واقف بين يدي ربك في الصلاة ....بأن تدعو لي .....
مصطفى بونيف
كتاب الرسائل ...
الرسالة القادمــــة : إلى الزميلة وفاء الحمري .