سافرت بعقلي إلى المجهول
لم يخف قلبي من الأهوال
فأنا أعرف أنّ الخوف مـخيف
و كذلك... العنف مـخيف ..
و لأنتصر عليه حضّرت أسطولا
أعتى أسطول
لأواجه بعقلي ....أذكى عقول
فليس للحرب أصول
هنالك نصر نفرح به...و هنالك
أن نبقى ننظر و ننتظر..و بسخافة
..سافرت بعقلي إلى المجهول..
و لم أخف...و لم أعرف شيئا
سوى أني رجل
أواجه هذا المسؤول
و لكن عن الحرب ...من المسؤول؟
عن الدم الأسود الذي بالأرض..من المسؤول؟
عن قتل أطفال صرخوا
أمي ...بلدي ...
من المسؤول؟
هل أبقى مكتوف الأيدي..؟
أتفرج...و أصرخ ...في المفعول...
و أنا أعرف أنني لم اُخلق كي أبقى فقط ...
لم اُخلق كي آكل..و أشرب ...
و أنام
لم أعرف أبدا ما الكسل ..و الطفل يصرخ
أنا أعرف أنني رجل...و لا فخر
لست رجلا مخبول
لكنني ساُحرر و الأيام بيننا
آلاف العقول...
ذهبت في الرحلة ...و لكن لم أعرف كم ستطول؟
و كنت أنادي خطواتي
يا خطواتي المباركة بإذن الله ..
اختصري نفسك..
خذيني إلى مصيري المجهول..
لا أريد أن أبقى أبدا ألتمس الأعذار لنفسي
فهذا قلمي
و ذاك سلاحي
و عقلي يكاد يكون مشلولا ..
و لكي يشفى عقلي من سقم..سأسكب دمي ..
لن يبقى عقلي أبدا مشلولا
فأنا لم أهنئ بالنوم
منذ عرفت من المسؤول
***
شيطان في ثياب بريئة...
يدّعي أنه نقي و عادل..
و يريد من الناس أن يقبلوا به..
و سمعته ذات يوم يقول ..
عن السلم أنا المسؤول...؟
عن الأمن أنا المسؤول ..؟
عن اللون الأبيض أنا المسؤول ؟
و لكنه لم يلبس يوما ..اللون الأبيض
لم أفهم ما يجول بخاطره ..؟
و ظننت أنه جاء برسالة هداية
يضيء العقول
يشيد مزارعا و حقول
و يكرس كل وقته ..للناس
و لكن ..حين و ضعت نظاراتي
وجدته يلبس الأسود
و الأحمر
تلك دماء الأطفال بثوبه ..
تصرخ و تنادي
صيفا و شتاءا ..
لم يترك بأرضي أيّ فصول
صرخت به ...ماذا تفعل ؟
و أدركت معاني لما كان يقول ؟
استبدلت البسمة بالغضب ..
فأنا غاضب
استبدلت الراحة بالتعب..
فأنا جاد جدا
استبدلت الوردة بالسيف
فالسيف خجول ...
و أمسكت الوردة
معها حجران
و غادرت بقلبي الحي ...و المقتول
استجمعت قواي
استشرت عقلي
فصاح عقلي ...أني مشلول
لن اُشفى أبدا ...حتى يموت المسؤول
و ناداني كطفل ...يا توفيق
اصبر
فليس من المعقول أن تواجه المسؤول وحيدا
اجمع أسطولا
حضّر أكثر من أسطول
هناك شباب لم يضعوا نظاراتهم
لازالوا لا يعرفون المسؤول
أخبرهم ...و تعالوا
خذوا بثأري..
فرفعت قلمي هذا ...
و سافرت بعقلي و جسدي ...إلى المجهول